تحقيق- طاهر أبوزيد أكد المختصون في جراحة السمنة بمستشفيات حمد الطبية والمستشفيات والعيادات الخاصة أنه لا مجال للتغلب على قوائم الانتظار الطويلة إلا بزيادة عدد غرف العمليات والمختصين خاصة أن قوائم الانتظار تصل من 6 أشهر إلى عام كامل بحمد الطبية، ورغم أنها أقل بكثير من المعدلات العالمية لكنها لا تتوافق مع قدر الحاجة إليها في دولة قطر التي تزيد فيها معدلات نسبة الإصابة بالسمنة من 30 إلى 40 %، فضلا عن أن تلك الجراحة تتكلف في القطاع الخاص ما بين 50 إلى 70 ألف ريال مما يدفع المواطنين إلى اللجوء إلى مستشفى حمد الطبية لإجراء هذه الجراحات. وقال المسؤولون في حمد الطبية إن الفترة المقبلة ستشهد زيادة عدد غرف العمليات من خلال تخصيص غرفة من الــ20 غرفة عمليات الجديدة التي من المنتظر أن ينتهي العمل منها قريبا، فضلا عن عمل بروتوكول تعاون بين حمد الطبية ومستشفى الوكرة لتخصيص 10 أسرة وغرفتين لإجراء تلك الجراحات في يومين مخصصين لذلك، يتم فيهما إجراء العمليات للحالات التي تخلو من الأمراض المزمنة والشباب الذين ليس لديهم مضاعفات مختلفة إلى أن يتم الاعتماد بشكل كلي على العناية المركزة بالمستشفى، بينما برر مدير مستشفى العمادي زيادة تكاليف تلك الجراحة لتصل إلى 70 ألف ريال بارتفاع أسعار المستلزمات الطبية الخاصة بتلك الجراحة. بداية يقول الدكتور المعتز باشا استشاري جراحة السمنة بمستشفى حمد العام أن جراحات السمنة في دولة قطر تحتل مكانة عالمية من حيث عدد الذين تجرى لهم هذه الجراحة نتيجة ارتفاع نسبة السمنة في المجتمع التي تصل ما بين 25 إلى 30 %، فضلا عن الإقبال عليها من جميع الدول المجاورة، علاوة على تحقيقها نجاحات فاقت ما تقوم به أكبر الدول على مستوى العالم في هذا المجال. وأوضح أنه يتم إجراء ما بين 600 إلى 1000عملية سمنة سنويا وهو معدل يفوق المعدل العالمي مشيرا إلى أنه سيتم تخصيص غرفة لجراحات السمنة ضمن غرف العمليات الـ20 التي أنشأتها مؤسسة حمد فضلا عن تخصيص يومين لإجراء تلك الجراحة بمستشفى الوكرة التي بدأت فيها مجموعة من أطباء حمد القيام بتجربة إجرائها وهو ما سيقلل قوائم الانتظار التي تصل من 6 أشهر لعام كامل، حيث من المنتظر خلال الأيام المقبلة توقيع بروتوكول مع مستشفى الوكرة لتخصيص يومين لجراحة السمنة خلال الشهر المقبل موضحا أنه تجرى المفاوضات حول توفير 10 أسرة لتلك الجراحة بالوكرة مما يعنى إنجاز من 400 إلى 600 جراحة سنويا بمستشفى الوكرة لتخفيف الضغط على مستشفى حمد الطبية، لكننا سنبدأ فيها بالجراحات الخاصة بالسن الصغير والتي ليس لديها مضاعفات صحية يمكن أن تؤثر على الحالة بشكل عام. النساء أكثر وأشار استشاري جراحة السمنة بحمد الطبية إلى أن نسبة إجراء تلك العملية يصل في النساء إلى 70 %، وأن مستشفى حمد تجري عمليات السمنة جميعها، تكميم وتقصير وقص المعدة، وجراحات السمنة مجموعتين، أولها عمليات تقليل حجم المعدة مثل قص المعدة وطي المعدة، وعمليات أخرى بتحوير المعدة أو تحوير الاثنى عشر، وكل العمليات تجرى بمستشفى حمد، ولكل منها داعٍ للإجراء، لكن العملية الوحيدة التي أصبحت في تناقص على مستوى العالم هي عملية ربط المعدة، أصبح لها دواعٍ معينة ووزن محدد. وعن استعدادات وإمكانيات الطاقم الطبي والمستشفى لدينا كل الاستعدادات من كفاءات طبية وأجهزة متقدمة وأطباء تخدير وعلاج، وسنأخذ بإذن الله المركز المتميز لجراحة السمنة في العالم عبر هيئة عالمية، تعطي التميز لمراكز ومستشفيات تجري أكثر من 250 عملية في العام وبجراحات متميزة ونسبة خطأ قليلة، وهي هيئة أميركية أعتقد سنكون في المراكز الأولى إن لم نكن في المركز الأول في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن النساء هن الأكثر إقبالا على جراحة السمنة في الدولة، نحو 70 % من الجراحات الخاصة بالسمنة تجرى للنساء، الرجال نحو 20 % والأطفال 10 %. تقنيات جديدة وتابع الدكتور معتز الباشا أن الجيد في المستشفى لدينا دعم كل التقنيات الجديدة، وكل ما هو جديد على مستوى العالم تأتي لدينا، مثل الجراحة العنكبوتية التي دخلت قبل عام وعملنا أكثر من 250 عملية بالجراحة العنكبوتية، وستأتي إلينا جراحة تصغير المعدة وتوصيل الأمعاء الدقيقة مع المعدة، بعض الناس نسبة 5- 10 % يعودون للسمنة من جديد بعد عامين، ولا يوجد لها حل على مستوى العالم إلا عن طريق المنظار، وهذه تقنية جديدة موجودة بأميركا وببلجيكا فقط، ونحن المكان الوحيد الذي وافقت الشركة على إعطائها لنا، وسنبدأ في الشهر المقبل بإذن الله باستخدام الغرز عن طريق المنظار الجراحي دون فتح البطن «عن طريق الفم» وهي الأحدث في العالم. وأضاف: المستشفى يعمل الآن على معالجة الزحام على توفير غرفة عمليات يوميا، ونحن نجري عمليات تصل إلى 100 عملية، وهي نسبة عالية، مثلا وايل كورنيل في نيويروك يجرون 250 عملية في السنة، نحن نجريها في شهرين ونصف، وأميركا أعلى نسبة في السمنة بالعالم، تأتي بعدها دول الخليج، والحمد لله الدولة تدعمنا بقوة والمجلس الأعلى للصحة لا يقصر في الدعم، وأعتقد أن تلك الجراحات ستكون مشمولة بالتأمين الصحي، لأنها جراحة مرضية، وعدم إجرائها يؤثر على الضغط والسكر، إضافة إلى تأثيرها النفسي على المريض، بالاكتئاب وعدم القدرة على الإنتاج، وبالذات إن أتى على صغار السن سيؤثر على التعليم والإنتاج، وستشمل كلها في التأمين مشيرا إلى أن تكلفة جراحة السمنة بأي مستشفى خاص بالدوحة تتراوح ما بين 50 إلى 70 ألف ريال وهو مبلغ كبير يدفع الكثيرين إلى الحجز والانتظار بمستشفى حمد الطبية. ويقول الدكتور محمد العمادي استشاري الجراحة العامة والمناظير ومدير مستشفى العمادي أن المستشفى نظرا لخبراته الطويلة التي تمتد لـ40 عاما في هذا المجال تجري يوميا ما بين 8 إلى 10 جراحات مختلفة في تخصصات السمنة وأنواعها المختلفة مثل عمليات قص المعدة لـ70 % وهي العملية الأشهر والأكثر شيوعا في هذا المجال، وتحوير مسار المعدة وربط المعدة وبالون المعدة وجميعها تؤدي إلى نتائج جيدة تنعكس على صحة المريض، فنحن نجلس مع المريض ونطرح عليه على حسب حالته الصحية ما يتناسب مع حالته الصحية ونضع أمامه جميع الاختيارات المناسبة لحالته وفي النهاية يكون الاختيار له وعن الأسعار قال الدكتور العمادي إن السعر يختلف من دولة لأخرى على حسب المواد وتكلفتها والأجهزة التي تستخدمها المستشفى فمثلا نحن نستخدم في إجراء تلك الجراحة من 5 إلى 6 دباسات معوية تكلفة الواحدة تصل إلى 1500 ريال بالإضافة إلى طبقات واقية للمعدة وجملة المصاريف الخاصة بالأجهزة فقط تصل إلى 25 ألف ريال، وبالتالي فإن باقي التكاليف الخاصة بتلك الجراحة تكون منطقية على هذا المستوى. القص بــ«50» ألف ريال وأوضح الدكتور العمادي أن تكاليف جراحة قص المعدة هي 50 ألف ريال وهي تكاليف واقعية إذا حسبت تكلفة المستلزمات الطبية المطلوبة للمريض أما في حالة احتياج المريض إلى إزالة الربط فتصل تكلفة الجراحة والربط إلى 70 ألف ريال، لكن علينا ألا ننظر إلى التكاليف بقدر النظر إلى الفوائد التي تعود على المريض في شفاء بعض الأمراض أو التقليل من آثارها في الجسم كالسكري والضغط اللذين يتفاقمان في الجسم بشكل يهدد حياة المريض نتيجة السمنة المفرطة، فضلا عن أن نسبة لا تقل عن 84 % ممن يعانون خطورة السكري تنتظم حياتهم بل يصل الأمر إلى شفاء بعض الحالات منه. وأضاف استشاري الجراحة العامة والمناظير ومدير مستشفى العمادي قائلا «ليس لدينا قوائم انتظار فبمجرد طلب المريض إجراء تلك الجراحة يتم عمل التحاليل الطبية له وتجهيزه، فضلا عن تلك العملية لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة على أقصى تقدير لكن المشكلة في تكاليف المواد المستخدمة التي ترفع من تكلفتها مؤكدا أنه لا يمكن مقارنة الأسعار في الدول المجاورة أو الخارجية بالأسعار هنا لأن كل بلد له أسعار على حسب تكلفة المستلزمات الطبية بها. ومن جانبه يقول الدكتور أحمد مكي استشاري جراحة السمنة بمستشفى عيادة الدوحة والتجميل بمركز جراحة التجميل جراحات السمنة من الجراحات المكلفة جدا إذا أجريت في المراكز أو المستشفيات الخاصة على عكس ما يحدث في مؤسسة حمد الطبية التي تجري هذه الجراحات بالمجان، مما يجعل المواعيد لديها مشكلة كبيرة يترتب عليها طابور كبير للانتظار يصل إلى أكثر من عام. وأشار الدكتور مكي إلى أن تطبيق نظام التأمين الصحي واشتراك العديد من المستشفيات والعيادات الخاصة في تقديم خدمات سيحدث انفراجة كبيرة في نظام المواعيد خاصة بعد توفير البدائل لدى المواطنين في المستشفيات الأخرى بالدولة مما يتيح لهم الحصول على الخدمة بشكل جيد وفي وقت يتناسب معهم، خاصة أن عامل الوقت والمواعيد هي أكبر المشكلات الخاصة بالسمنة في قطر نتيجة ارتفاع تكاليفها. وأضاف الدكتور أحمد مكي أن دولة قطر يتمتع النظام الصحي فيها بمستوى عالٍ جدا حيث تتوافر الأجهزة الجيدة والكفاءات الطبية لكن المشكلة في الإقبال المتزايد على حمد الطبية نتيجة ارتفاع تكاليف تلك الجراحة وما يحتاج إليه المريض بعد ذلك من إجراء بعض الجراحات التجميلية التي قد تكون مكلفة بعد ذلك لذا تجد الإقبال الكبير على مستشفى حمد الطبية. وأكد الدكتور مكي على زيادة العاملين سواء من الدكاترة أو من الاصطاف الخاص بجراحة السمنة والخبراء سيحل المشكلة إنما الحل يكمن في زيادة غرف العمليات وغرف المرضى لأن المشكلة هي الاستيعاب السريري الذي تحتاجه المستشفى، خاصة أن هناك إقبالا كبيرا على تلك النوعية من العمليات الخاصة بربط المعدة أو إزالة الدهون وغيرها من أنواع.