عمليات التجميل بين الهوس والضرورة

لدكتور/ أحمد مكي

أصبحت عمليات التجميل مطلب الجميع في عصرنا وهاجس يراود الصغير قبل الكبير، حيث يعد الإهتمام بالشكل من الكماليات، ولكن
في عصرنا الحالي أصبحت من الضروريات الحياتية لبعض الأشخاص فتحول الجمال إلى هاجس عند المرأة والمجتمع معاً

ونتيجة للحالات النفسية الكثيرة التي أصابت ( الرجال والنساء ) في زمننا هذا كثرت عمليات الشفط والشد وما يمكن أن نسميها (عمليات التشويه الشامل). التي لا ندرك عواقبها إلا بعد فوات الأوان

وحول هذا الموضوع وضح الدكتور أحمد مكي إستشاري الجراحات التجميلية والتكميلية بمركز جراحة التجميل، إنهناك نوعين من عمليات التجميل واحدة عن طريق العمليات surgical والأخرة non-surgical عن طريق علاجات سواء بالإبر أو الأجهزة، ومن أكثر العمليات المنتشرة حالياً، لها علاقة بالحمل وبعد الحمل والولادة حيث تحدث تغيرات في جسم المرأة فترغب إلى العودة كما كانت قبل الحمل، مثل ترهلات الجلد أو تراخيه، فتطلب عمل شد أو شفط للمناطق المترهلة، وأيضاً الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة المفرطة وقاموا بإنزال أوزانهم يلاحظون حدوث ترهلات بالبطن والأرجل وعلى الذراعين، فيلجؤون إلى مثل هذه العمليات حتى يزيلوا هذه الترهلات

وأضاف مكي إن قد ظهرت مؤخراً عمليات “النحت” وهي عبارة عن نحت الدهون حيث يصادف الأشخاص الذين يحاولون إنزال أوزانهم، أن مناطق معينة مثل الخصر لا يذهب منها الدهون بسهولة، لأنها تتجمع على شكل تكتلات وطيات وليس بشكل متساوي ومتناسق، فيلجئ الشخص إلى هذه العملية لنحت الدهون، وهي عملية لأزالت أشياء بسيطة ليحدث تساوي وتناسق فالجسم

خطورة التجميل

قال د. مكي”لا تعد عمليات التجميل خطيرة ولو صادف الدكتور خطر لو بنسبة 1 % يجب على الدكتور أن لا يقدم على عمل هذه العملية”، وحتى لو صدف وطلبت مريضة عمل شيء غير مناسب لها يجب على الدكتور أن يظهر لها كيف ستكون النتيجة وإذا وافقت تكون على مسؤوليتها، فالدكتور يعتبر مرشد أو مستشارللمريض قبل إجراء أي عملية

وقال مكي “كانت المرأة اسبق في الإهتمام بالجمال وبالجسم، لكن الأن أصبح الرجال أيضاً لديهم وعي بأهمية عمليات التجميل،” و في عصرنا الحالي هناك تحديات كبيره تحتاج أن يكون مظهر الجسم مناسباً، حيث يعتبر المظهر الجميل أحد أسباب النجاح، ومن العمايات التي يقوم بها الرجال الشفط للبطن، أو الاذرع أو الصدر، حيث يواجه بعض الرجال إنتفاخ الصدر أو تضخمه فيصبح أشبه بالنساء وهذا يسبب لهم الكثير من الإحراج.
ومن الحالات التي يرفضها الدكتور مكي، عندما يأتي الشاب يطلب عملية تشبهه بالنساء والعكس كذلك، وكذلك عندما يطلب أحدهم تقليد المشاهير ففي هذه الحالة يجب على الدكتور نصيحة المريض بما هو مناسب له، وأنه لكل شخص ملامح لا تصلح لغيره، فيجيب عليه أن يقول لهم “القناعة كنزلا يفنى”و “أرضى بما كتبه الله لك”

أعمار المرضى
قال مكي أنه لا يوجد عمر محدد لعمليات التجميل فقد يولد الطفل به تشوه معين ويحتاج إلى التعديل حتى يعود شكله للوضع الطبيعي، ومن مثل هذه التشوهات الشفة الأرنبية أو بروز الأذن الذي من الممكن أن يسبب مشاكل للطفل عندما يكبر، وأيضاً الكبار في السن تحدث لهم تقرحات في الجلد من النوم، وهذا يحتاج إلى عملية تجميلية لأزالتها وعلاجها. أما بالنسبة للأشخاص الذين يأتون للجمال فقط ولا يعانون من أي مشاكل خلقية فتتراوح أعمارهم ما بين ٢٥/٤٥ سنة من كلا الجنسين

مقابلات
مي عبدالله، ٣٠ سنة، موظفة، قالت مي “قمت ببعض عمليات التجميل من أجل إنقاص وزني، أولاً قمت بربط المعدة، وقد اتعبتني هذه العملية كثيراً، فذهبت إلى الدكتور إزالة الحزام من معدتي، وبعد مرور ٣ سنوات نصحتني إحدى صديقاتي بالقيام بعملية شفط الدهون، وهذه العملية خسرتُ بسببها الكثير من الدم، مماسببت لي فقر الدم ونقص الحديد في الجسم، ولازلت أعاني منها إلى الأن، وأيضاً سببت لي ترهل في البطن والأذرع، فندمتُ ندماً شديداً على هذه العمليات، وأنصح من يرغب بالقيام بأي عملية استشاره طبيب خبرة، وأن لايثق برأي أحد من أصدقائة حتى لايندم بعد فوات الأوان
ساره المريخي، ٢٣ سنة، طالبة في جامعة قطر، تقول “أصبحوا البنات يشبهون بعضهم البعض”، بسبب قيامهم جميعاً بنفس العملية تقريباً، والتشابه أكثر شئ يكون في الأنف والشفايف والخدود، وتقول أنا أحب الجمال الطبيعي، وراضية بما كتبه الله لي، ولا أنصح أحد أن يقوم بأي عملية تجميل إلا إذا كان ضرورياً
فاطمة عبدالرحمن،٢٥ سنة، موظفة، تقول “الله جميل يحب الجمال”، عبرت فاطمة عن رأيها حول عمليات التجميل بأن ليس لديها أي مانع أن تقوم بتجربة عمليات التجميل البسيطة التي لا تحتاج إلى جراحة كالشد أو رفع الحواجب، إذا كان غير مبالغ فية

فإذاً الأشخاص الذين يعانون من تشوهات هم من لهم الحق بعمليات التجميل، أما الأخرين فعليهم الإقتناع والرضا بما كتب واختاره الله لهم، فالجمال من صنع الرحمن، وليقتنعوا بما هو مناسب لهم، وأن لايحاولوا التشبة بالأخرين، فالقناعة كنز لايفنى